--> : true });

سحر الشخصية و أناقة الفكر و الثقافة تجتمع ببراعة القلم) الأديبة إيمان الناطور عندما تجتمع المتناقضات في شخصية واحدة .

سحر الشخصية و أناقة الفكر و الثقافة تجتمع ببراعة القلم) الأديبة إيمان الناطور عندما تجتمع المتناقضات في شخصية واحدة .

      


    كتب-ابراهيم فتحي  

    شخصية مختلفة لا تشبه النموذج النسوي التقليدي السائد في مجتمعاتنا العربية و الذي اعتدنا على رؤيته، شخصية غريبة بثوابتها التي تجمع من كل مقام مقال، محتشمة بحرية، و حرة باحتشام ، تضع الحاجز الرسمي بينك و بينها منذ تبدأ بالحديث معها، فتلزمك بابتسامتها بادارة حديثك معها داخل اطار معين، ديبلوماسية في الرد على الأسئلة حتى تعتقد أنها شخصية سياسية حاذقة، تستخدم ابتسامتها دائما لتأسر القلوب بشخصيتها الساحرة و أنوثتها الطاغية، تجمع بين ثقافة عالية و فكر راقي و أسلوب دبلوماسي أنيق لا يخلو من الجرأة في التعبير عن رأيها. و قد استطاعت أن تجمع بين الجرأة و اللباقة بطريقة تعد الأكثر دبلوماسية و التي قد يفتقد اليها الكثيرون ممن يدرسون الاتكيت و الثقافة الفرنسية العريقة. هذه الشخصية الغريية التي لم تدرس التمنية البشرية فقط لمجرد الدراسة بل لتتخذها منهجا في حياتها على طريقة الدكتور الراحل ابراهيم الفقي حسب قولها. تفرض عليك الاهتمام بها دون أن تشعر إذ أنها تجمع بين الجمال الغير مألوف الذي وصفه أمين محجوب بأنه (سحر يشع من الروح و يظهر في أناقة التعامل أكثر منه جمال الشكل)، كما وصف ابتسامتها ب(أنها توحي بالطيبة و شفافية القلب أكثر مما توحي بسحر الأنوثة). أناقة الشخصية و العقلية الفذة كل هذه التناقضات التي اجتمعت لتكون هذه الشخصية المميزة للأديبة الفلسطينية إيمان الناطور و التي تتواجد هذه الأيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب بمجموعتها الروائية و مجموعتها القصصية قيامة امرأة، و من أبرز ما قاله عنها كبار الكتاب المصريين : منهم الأديب حمدي عبد الهادي حيث قال :(أن الروائية إيمان الناطور أثبتت حضورها بشكل واضح داخل قصصها و رواياتها و أنها تعكس كثيرا شخصية الأديبة مي زيادة مع اختلاف قضية الصراع ، فأسلوبها و عمق مفرداتها منتقاة بعناية و عمق بأسلوب غير مسبوق و هذا يدل على ثقافة كبيرة تمتلكها الكاتبة منحتها القدرة على صياغة جملها و مفرداتها لتصل إلى المعنى العميق للصورة في كلمتين اثنتين فقط لكل جملة، و هي مختلفة جدا بين كاتبات عصرنا بهذا التميز الواضح مما يعود ليذكر مرة أخرى بشخصية مي زيادة التي تميزت عن كل أديبات عصرها في الإبداع النسوي و بشخصيتها التي تجمع سحر المرأة الجميلة و المثقفة بطريقة ملفتة ).










    و يذكر أن دكتور البلاغة الأديب وديع الصواف قال عن رواية هي و كورونا: (إن الروائية إيمان الناطور حققت قفزة أدبية غير مسبوقة بهذه الرواية عبر وصفها لملامح مدينة ووهان بطريقة تشعر القارئ كأنه يعيش هناك ، هناك عبقرية في الوصف قد تكون الأولى من نوعها و رغم أني لم ألتقي الأديبة الا لمرة واحدة في إحدى الأمسيات بدار الأوبرا إلا أني استطعت أن أقرأ الشخصية جيدا و يمكنني و صفها بأنها ذات عقلية خطيرة و نظرة ثاقبة في تحليل الموقف، و ايصال القارئ إلى عمق المعنى التي تريده أن يصل إليه ، لم أقرأ رواياتها الأولى و لكن بقراءتي ل (هي و كورونا) أعترف بأنها بارعة باستخدام أدواتها الأدبية و مفرداتها و لغتها، قد نحتاج لمثل هذه الشخصية التي غابت بغياب نجيب محفوظ و طه حسين و عباس العقاد الذين أثبتوا عمق الحضور في زمنهم عبر كتاباتهم التي تؤثر في النفس البشرية، فمنذ أن أصبح الجميع يعتنق الأدب و أصبح الجميع رواة و شعراء اختلط الحابل بالنابل و أصبحنا لا نفرق بين الأديب الحقيقي و الكتاب الهواة و انا اعتقد أن ايمان الناطور هي أديبة تستحق التقدير لأنها استطاعت لفت الانتباه بعمق أسلوبها الأدبي المتميز ، انها صاحبة رسالة واضحة و صاحبة مبادئ تظهر شخصيتها بوضوح داخل روايتها حتى يشعر القارئ بصدق ما تكتبه و كأن إيمان الناطور تكتب نفسها في هذه الرواية.)












    كما قال عنها د. منيع حامد وهو دكتور و باحث في التمنية البشرية و له عدة مؤلفات فقال :

    ( اجتمعنا بالأديبة في المركز الثقافي في دار الأوبرا و أهدتني مجموعة قيامة امرأة و قد لفت انتباهي العنوان و أخذني التساؤل عما تقصده بقيامة امرأة ، و هل تقصد معنى القيامة بالسلب أم الإيجاب ، عموما لقد كانت ذكية في اختيار عنوان ملفت، و بعد أن قرأت المجموعة أثارني الفضول لألتقي بالكاتبة مرة أخرى فاتصلت بها في خضم مجموعة من التساؤلات التي تركتها في ذهني هذه المجموعة، تحدثنا مطولا بحضرة اثنتين من الشاعرات المصريات القديرات و هما د. سناء محمود، و أ. رضوى شلبي ، و هنا استطعت أن ألتقط الحلقة المفقودة في ذهني و التي أابتني بالاستغراب ، استشفيت أن ايمان الناطور هذه الشخصية لديها قدرة فائقة على جذب النجاح اينما و جدت، لدينا في التنمية البشرية ما يسمى بقانون الجذب الذي يفترض أن هناك في هذا العالم أشخاص يمتلكون موهبة تسمى جاذبية النجاح و الثروة و الأضواء، و خمنت بأن إيمان الناطور و الله اعلم هي احد هؤلاء الأشخاص لانها اينما وجدت تحرك طاقة جذب الأضواء و النجاح على الرغم من شخصيتها الملتزمة و المحافظة، و على الرغم من قوانينها و مبادئها التي لا تتجاوزها و لا تتخلى عنها ، فاينما حلت ايمان الناطور في ذاك الموضع يحدث نجاح، لاحظت انها تمتلك هذه الموهبة، التي لا يمتلكها الا قلة من مشاهير و اثرياء العالم و هي موهبة جذب النجاح و الاضواء ، و لا يملكها الا قلة ممن صعدوا الى النجاح على سلم قصصهم المؤلمة و فقرهم المدقع. فهي ملفتة للانتباه و سبحان الله يقع حبها في قلب كل من يراها و يتعرف عليها من رجال و نساء، طبعا اقصد هذا الحب الذي يجعلك تحترم الشخصية التي امامك و تثق بعقلها و حكمتها و تحب طيبتها و صدقها. هذا لأنها صادقة فعلا فالكاذب و الملون نشعر به بسرعة و ننفر منه، و ما فاجأني ان ايمان الناطور ليست امرأة عشوائية، انها ذكية بطريقة تحسب جيدا كل خطواتها و كل كلماتها التي تكتبها بحيث لا تترك خلفها منفذا واحدا قابلا للتأويل، و هي لا تكتب فقط لاجل الكتابة فهناك هدف واضح تريد ايصاله من خلال قصصها و رواياتها، 





    و أظن انها فعلا كما قيل تشبه مي زيادة في شخصيتها إلى حد ما الا ان ايمان الناطور ملتزمة و محافظة في كتاباتها و في شخصيتها ايضا، حيث هذا التدين و هذا الالتزام حتى على مستوى النظرة التي تلجمك بالهيبة و الوقار بحيث لا تجرؤ على كسر الحاجز. لان عندها سحر الحضور يعني تجمع الجمال و الذكاء و الثقافة و الشفافية هي تتحسس ما يقال حولها و ترى ما وراء الكلام، هي ثاقبة البصيرة و لديها عبقرية ماشاء الله حتى ان احد الزملاء وصفها ذات مرة فقال هي امرأة خطيرة. و استطعت ان افهم ما يقصده بهذه العبارة، انها ليست عشوائية و تعرف جيدا ماذا تفعل.)


    و عن ايمان الناطور قالت الدكتورة سهير عبدالله استاذة النقد و البلاغة و هي شاعرة مصرية: ( انها صبورة و نفسها طويل و لا تيأس أبدا ، فانت عندما ترى حجم اعمالها الروائية الأولى تتساءل كيف جاءت بالوقت لتكتب كل هذه الصفحات و تنتج هذه الأعمال الضخمة . يكفيك و انت تقرأ ان تجد عندها اسلوب ذكي في وصف حالة ما يجعل دموعك تنزل هي قدرت ان تستخدم مفردات لغوية مؤثرة في موضعها من الجملة لتدخل الى عمق مشاعر القارئ و دا هو السبب اعتقد بأن كتاباتها منذ هي و كورونا تحديدا بدأت تلفت الانتباه ، ربما لم تحظ الروايات السابقة بهذا الاهتمام من القراء و لكن قد يكون السبب ان اسلوبها تغير و تطور بطريقة سريعة او ان الروايات الاربع الاولى لم يتم القاء الضوء عليها كما يجب، يبقى السبب مجهولا و لكن اتوقع للاديبة التي بدأ اسمها يأخذ صدى كبير في الوطن العربي بجوائز عربية و عالمية على اسلوبها و اعمالها.)

    و تقول أ. آمال صبري الباحثة في الأدب النسوي الملتزم : (ربنا عالج البشرية بالقص .. فقال نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران) و قد استخدم الله القصص لتعليم البشرية و تهذيبها و ايصالهم الى الحكمة اذن القصص اسلوب لمعالجة المشاكل . فهو ارقى و اعظم اسلوب، و ارى ان الكاتبة ايمان الناطور حافظت على خط سيرها في رواية هي و كورونا و في مجموعة قيامة امرأة فلم تحيد عن الهدف الذي تكتب لأجله، يعني ايه يوقف دكتور و اتنين بنتقدوها لمهاجمة عدائها للرجل دون ان يتعمقوا في قراءة الهدف المرسوم وراء الكلمات، برأيي الاديب مكرم من عند الله و اخد شهادته من رب العباد عندما اعتبر الله ان القصص هو اسلوب لمعالجة البشرية، اما الدكتور اخد شهادته من بشر زيه . يعني ايه دكتور قدام اديبة ؟ اي حد ممكن يكون دكتور بس مش اي حد يكون اديب . و يكفينا عباس محمود العقاد معه ابتدائية فقط، و مصطفى صادق الرافعي لم يتعلم الكتابة الا بعمر السابعة عشرة و لم يحصل على شهادات علمية و انظر كيف أبهروا عصرهم بكتاباتهم و كيف أثروا في البشرية حتى زماننا هذا ، ماذا تعني شهادة الدكتوراة امام اسلوب كأسلوبها الفذ في الكتابة ؟ انها تملك هدفا محددا وهو معالجة مشكلات مجتمعية ظاهرة، التي تستفزها و هي تحمل الهم دا طول الوقت. طوال الوقت كانت تنظر حولها و تتساءل كيف يمكننا تصليح هذا حتى لا يمتد الى ابنائنا و الى الاجيال القادمة هي صاحبة رسالة ساميةو واضحة .)

    و تضيف قائلة : (الازمات الي حصلت لايمان الناطور في حياتها خلتها ترتقي بخبرتها، و تتأمل ما يحدث في الدنيا بعمق، و تستخرج من اعماق ذاتها هدف انساني عظيم و كتير بسمع رأيها و بستغرب ان دا عقل سيدة صغيرة و كاتبة لم تظهر على الساحة الثقافية الا منذ ثلاث سنوات. قالت لي ذات مرة و كنا نجلس على شاطئ الاسكندرية و هي في حالة صمت طويل ثم قالت فجأة : (استاذة امال انا على ثقة تامة ان ما يحدث في هذا العالم كله هو لعبة يديرها ثلة قليلة من الاشخاص الذين يعيشون في العتمة و ان هذه اللعبة تمارس على البشرية بمهارة منقطعة النظير.) اذا تأملت عمق كلماتها ستعرف انك مش امام امرأة صغيرة عادية انت امام عقل يعمل طوال الوقت كالدينامو و هنا تستطيع تحديد ما وراء كتاباتها من رسالة انسانية شاملة تريد ايصالها للعالم. لذا فقد استخدمت الاسلوب و المنهج العالمي دون تحديد نفسها بإطار وطني او عرقي او تاريخي و هذا يدل على اننا امام عقلية مختلفة لها هدف واضح و تستخدم مهارتها الادبية في الوصول اليه. و هذا يستحق الاهتمام)

    و يقول الشاعر و الاديب د. معمر المدبولي:( قصة رسالة الى ابي مثلا و هي قصة ضمن مجموعة قيامة امرأة مافيش اديب صادفني عمل الحكاية دي. دي نسجت قصة كاملة بكل تفاصيلها خلال رسالة هي كتبتها لوالدها، و مجموعة قيامة امرأة لم تتحدث فقط عن حقوق المرأة بل تحدثت عن الاطفال الجائعين و عن المجاعات التي تحدث في العالم دون ان يعطي العالم اهتماما لهم. و تحدثت عن الاحكام الظالمة في حق الامهات اللاتي لا يحتضن اطفالهن من وجهة نظر الاطفال المحرومين من امهاتهم. و هذه زاوية غريبة من نوعها. لم يحدث و ان طرح اديب الأمر من هذه الزاوية. و تحدثت عن ظلم الاحتلال، و عن وجع الأسرى و عن هموم المرأة كافة . و تحدثت عن أحلام الشباب و الهجرة للذين ابتلعهم البحر. و المرأة المخلصة لشقيق روحها حتى بعد أن ينفصلان و ربطت الحب هنا بالوطن و اثارت مفهوم الموت و الشهداء و المهجرين و علقتها جميعا بمفهوم الانسانية و ليس الوطن ، و كأنها تحشد رأي عام عالمي و ليس تحيزا لوطنها بل لانسانيتنا جميعا، لذا ارى ان قيامة امرأة هي عمل أدبي مبهر و أتمنى من الجميع قراءته . وهو عمل جاء ليعالج مشاكل مجتمعية لا ليخرب و يهدم، و هو لا يطير بفكر القارئ الى الخيال المحرم والذي لا فائدة له كحال الكثير من الكتابات الحديثة، و يؤكد هذا ان الكاتبة لا تكتب الشعر و الاوهام ، انها تكتب القصص لهدف مدروس جيدا من جهتها. و قد قرأت منذ عدة اشهر مقالا لصحفي صيني كان يقيم هنا في مصر لفترة و قد اهدته الكاتبة روايتها مترجمة فكتب قائلا : ان الكاتبة الفلسطينية ايمان الناطور ابدعت في وصف بلادنا كانها تعيش فعلا في ووهان، و تتخذ،من ووهان رمزا للأمل لا رمزا للمرض، نحن نفتخر بالكتاب و المثقفين الايجابيين، لكن استغرب كيف وصفت ووهان بهذه الطريقة شعرت بانها تعرف ووهان اكثر مني. )

    اخبارمصر
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Arabmasar .

    إرسال تعليق