كتب إبراهيم فهمي
التقي برنامج (حوار صريح) الأديبة الفلسطينية ايمان الناطور المتواجدة حاليا في زيارة قصيرة للقاهرة و مع الاعلامية نادية الشاذلي التي استهلت الحوار بالتقديم و الترحيب بالاديبة الفلسطينية قائلة :
- كما اعتدنا من برنامج (حوار صريح) يأتي لنا كل ثلاثاء بشخصية جميلة لنسعد بصحبتها في كل فقرات الحوار و في هذا اليوم الجميل سعدنا بصحبة شخصية رائعة ظهرت مؤخراً على الساحة الثقافية العربية و كانت صاحبة الاسم الأكثر بروزا في بداية ازمة الكورونا عبر روايتها العربية العالمية المترجمة (هي و كورونا) التي نالت اهتماما كبيرا و تعرضت للكثير من القراءات و تمت ترجمتها للانجليزية و كتب عنها في عدة صحف عربية و عالمية، و بهذه المناسبة أيضاً و هي مناسبة إطلاق مجموعتها القصصية الجديدة (على صهوة الشمس) و التي خصصتها الكاتبة تضامناً مع الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي و التي ستطلق حفل توقيعها في السابع عشر من الشهر الجاري و هو اليوم العالمي للأسير .
اهلا و سهلا بالاديبة الفلسطينية الجميلة إيمان الناطور .
تبتسم الكاتبة و تقول :
- أهلا و سهلا بكِ نادية و بكل القائمين على الاذاعة فعلا كانت صدفة جميلة ان التقي بك في مصر ضمن فعاليات التحضير لمؤتمر القاهرة الثقافي السادس المقرر اقامته في الجيزة و ..
تقاطعها المذيعة :
- صحيح أنت مشاركة في المؤتمر. و التقيت بك هناك للمرة الثانية . لقاءنا الاول كان ضمن الفعاليات التثقيفية لمرضى السرطان بمشاركة عدة مستشفيات مصرية و كنت سعيدة جدا بك و بوقوفك و دعمك حتى يومها عزمتيني على مقلوبة فلسطينية .
تضحك الكاتبة و تقول المذيعة :
- لنعمل الذاكرة اكثر كنت برفقة الدكتورة سحر محمود خبيرة الأمراض السرطانية. و بهذه المناسبة اردت طرح سؤال عن تكرار ظهورك برفقة الدكتورة سحر محمود، تكرر ظهورك عدة مرات مع الدكتورة و اصبحت تتردد لدينا أحاديث يود جمهورنا التأكد منها إن كنت بصحة جيدة أم أن ..
تقاطعها الكاتبة بابتسامة هادئة :
- لا طبعا أنا بخير و بصحة جيدة، د. سحر هي صديقة مقربة و هي قارئة من الدرجة الأولى و هي قرأت كل أعمالي بالمناسبة و معجبة بكتاباتي و لديها ذائقة جميلة لذا فأنا أستشيرها في الكثير من المواضيع الأدبية التي أختار الكتابة عنها .. الأمر طبيعي يعني لنترك التخيلات و الظنون، انا بخير و بصحة جيدة و ممتازة و بعيدة تماما عن كل هذه الظنون .
تبتسم المذيعة و تقول :
- أردنا فقط الاطمئنان انك بخير ، انت تعرفين كم نحبك و كم لديك جمهور من المحبين و الناس الذين يهتمون لامر ايمان الناطور .
- اشكركم جميعا و انتم اعزاء جدا على قلبي و اتمنى ان اكون دائما عند حسن ظنكم .
تقول المذيعة :
- بين يدي هنا مقال منشور في الصحف الصينية بتاريخ 22سبتمبر 2020 بعنوان كاتبة عربية تصدر رواية مختلفة عن جمال ووهان في زمن كورونا .
و في الصحف النرويجية يوجد هنا مقال اخر نشر مترجم بعنوان ايمان الناطور كاتبة روائية من بلدي لكاتب فلسطيني يعيش في اوسلو .
و معي ايضا صحيفة الزمان اللندنية مقالا مترجما للعربية بعنوان (هي و كورونا .. رواية فلسطينية عن الجائحة)
و هناك ايضا الكثير من القراءات العربية لأساتذة و ادباء و نقاد في الرواية و في رواياتك الاخرى ايضا .الكاتبة المبدعة ايمان الناطور . هل يمكننا اعتبار ان صدور رواية هي و كورونا هي ولادة جديدة لايمان الناطور ؟
ترد الاديبة :
- في الحقيقة اذا اردنا التحدث عن ولادة انسان فلا يمكننا ان نحصره في رواية . ولادة انسان هي امر كبير و معقد لا يمكن ان نصغر حجمه بحصره في اصدار رواية . بمعنى اصدار رواية هو معنى اقل بكثير من مفهوم الولادة لانسان، (ولادة انسان) تحتاج لعوامل كبيرة و عميقة و معقدة ليولد بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكن يمكننا ان نقول ولادة مرحلة جديدة من حياة انسان.
- اذن يمكننا اعتبارها ولادة مرحلة جديدة في حياة ايمان الناطور ؟
تجيب الاديبة :
- قد تكون .
- طيب ما هي اللحظة التي يمكننا ان نقول انها ولادة ايمان الناطور ؟ بمعنى أسعد لحظة في حياتك .
تصمت الكاتبة قليلا ثم تقول :
- لحظات ولادتي .. تلك اللحظات التي خرج فيها أولادي الى الحياة . عندما قابلتهم لاول مرة و احتضنتهم لاول مرة هي اسعد لحظات في حياتي .
تسأل المذيعة :
- ما هي اصعب لحظة في حياة ايمان الناطور ؟
تصمت الكاتبة مرة اخرى ثم تجيب :
- اللحظات الأولى لفراقهم . كانت أصعب مرحلة .
- لونك المفضل ؟
- الأبيض _ الاسود
- المفضل منهما ؟
- الأبيض
- بالمناسبة هذان اللونان يدلان على شخصية قوية جدا. طيب ما هي السعادة بالنسبة لايمان الناطور ؟
- الحفاظ على القرب الدائم من الله .
- الحزن .. ما هو مفهوم الحزن بالنسبة لك؟
- مرحلة مؤقتة .. غالبا تكون ابتلاء سينتهي و يعوضك الله اكثر مما تمنيت اذا صبرت طبعا .
- الالهام .. مصدر الالهام لدى ايمان الناطور ؟
- أولادي هم مصدر إلهامي العظيم .
- حفظهم الله . الحب . مفهوم الحب لديكِ ؟
- أن تحب في الله و لأجل الله .
- هل يمكننا ان نتحكم في قلوبنا ؟
- نعم يمكننا . مهما كان من نحبه عزيزا و غاليا. نعم يمكننا ان نتحكم في عواطفنا .
تضحك المذيعة و تقول :
- بصراحة اسمع هنا اجوبة لم اكن اتوقعها من كاتبتنا الجميلة، لديك هذه الشخصية القوية المختلفة نوعا ما و سؤال اخر :
- ما هو ملخص الحياة لدى إيمان الناطور؟
- طريق .. الحياة طريق، ممر .
- رفيق الدرب ؟
- الله هو الرفيق و على مدار اللحظة .
- أصعب محطة في الطريق ؟
تصمت الكاتبة قليلا و توضح المذيعة :
- انت قلت ان ملخص الحياة هو طريق ، ما هي اصعب محطة مرت عليك في هذا الطريق؟
تصمت الكاتبة من جديد ثم تقول :
- عندما انقطع بي الطريق فجأة، بينما كنت قطعت منه معظمه .
- كيف ؟
تصمت الكاتبة قليلا مرة اخرى ثم تقول :
- وجدت نفسي فجأة تائهة و قد فقدت بوصلتي و طريقي بعد ان فقدت نفسي و احلامي و سنين عمري لاجل اكمال هذا الطريق .
- ياه
- نعم فقدت كل شيء لاجل الطريق . ثم فقدت الطريق نفسه . تفاجات بأني تائهة .. و بلا أي شيء على الاطلاق، لا طريق و لا احلام ولا شيء بقي لدي لاعطيه ولا بقي امامي حتى سنين . كنت قد استنفذت كل شيء في سبيل ذلك الطريق. ثم .. فقدت الطريق ايضا.
- ياه ! حتى نفسك كنتي فقدتيها ..
تجيب :
- نعم .. لفترة معينة.. كنت اهيم في فضاء متخبطة لا اعرف فيه ارض ولا سماء .. نعم فقدت نفسي ايضا مع كل الاشياء التي فقدتها لكني بفضل الله و رحمته فقط و ليس بذكائي و لا بعلمي و لا بمهارتي بدأت استعيدها يا سيدتي. ماذا انا ؟ ماذا اكون بين يدي رحمته ؟ انا لا شيء . قوتي هو الله . انا بلا قوة على الاطلاق دون وجوده. حتى انفاسي لا استطيع التقاطها الا بقوته.
- هذا كثير كثير جدا. ان يخسر الانسان سنين من عمره لاجل شيء ما و يحارب بكل قوته للتمسك به حتى يخسر كل شيء ثم يخسر هذا الشيء نفسه الذي خسر كل شيء لاجله . هذا ابتلاء عظيم والله.
- نعم .. نعم انه اصعب ابتلاء و الحمد لله اني احدث الله دائما اشكره لانه يرشدني و ينجحني في كل الاختبارات و الابتلاءات و لولا حبه و رحمته و احاطته بي لما كنت نجحت . و لكنت انهرت تحت ثقل الابتلاء .
تقول المذيعة :
- كنت اشعر و ربما جميعنا كنا نشعر و جميع من يتابع ايمان الناطور ان في حياتها قصة عميقة ما.
تصمت الكاتبة طويلا ثم ترفع رأسها و تقول :
- انا عائدة من سقطة هي الأقوى في كل تاريخي . لم اكن اتوقع أن اقف على قدمي من جديد. حتى تفاجأت باني نسيت احلامي و نسيت من انا و ماذا اريد. كان يمكن ان ابقى في العزلة و الموت البطيء الصامت بعد هذه التجربة المريرة، ما يذبح قلبك فعلا هو انك كنت صادقة و صافية و مخلصة الى ابعد الحدود ، ما يؤلمك ان نيتكِ كانت نقية ناصعة كالشمس ثم ... يتم تحطيمك بهذه الطريقة، لكن اكرر انها رحمة الله الذي اراد لايمان ان تنهض من العتمة و تنظر الى المراة و تسأل نفسها .. من انا ؟ و ماذا افعل الان في هذا العالم ؟ ماذا تبقى لي لأفعله في هذه الدنيا بعد ؟ بدأ الله يوجهني نحو ايمان الجديدة، و يلقي في روعي بأن لي رسالة ما و اذا كرست نفسي لها قد أستطيع أن أؤديها على أكمل وجه، لكن ما هي رسالتي في هذه الدنيا ؟ ما هو الهدف الرباني من كل هذا الذي حدث ؟ ما هو الشيء الذي يريدني الله أن أقوم به ؟ و هل سأجد العزيمة لاقوم به ؟ هل سأستطيع الانطلاق من هذه النقطة من اللاشيء ؟ و انا بهذه الحالة ؟ و من جديد وجدت الله يلقي في قلبي بأنه متكفل بإعانتي على هذه المهمة و أنه يتكفل بنجاحي و تعويضي بقيمة أكبر مما فقدت .
الامر كان اشبه بانك تنظر اليك فتجد انك لاشيء .. يبتلعك فراغ عظيم لا سماء تظلك و لا ارض تقلك و لا احد ممن عشت لاجلهم حولك .. فقط معك رحمة الله التي تشعر بها تسند فراغ قلبك .
ترد المذيعة :
- كان عندك فراغ في قلبك و حالة من الضياع و دي كانت كفيلة تقتل أي حد.
- قلبي كان فارغ و كأن الفضاء الخارجي بكل حجمه هبط في داخلي . يحطم أضلعي و يطبق على انفاسي بطريقة مؤلمة جدا لولا حضور الله . حضور الله معي و في داخلي أحدث فرقا شاسعا، شعرت به يملأني بطريقة .. بطريقة أعجز عن شرحها الان بأي كلمة ..
لا تتمالك الكاتبة نفسها ، تمسح دموعها و المذيعة تقول :
- كانت لحظات صعبة. اصعب اللحظات في حياة الانسان و اكيد كلنا مررنا بلحظات كهذه و ..
تقاطعها الكاتبة :
- لا اعتقد ذلك .. هذه تجربة ليست عادية و ليس أي أحد يمر بها . وليس من المألوف ان يمر احد بمثلها مع كل الظروف التي شرحتها و لم اشرحها. تجربتي نادرة جدا . الانبياء أشد ابتلاء طبعا.. و على قدر اتساع روحك و قلبك أنت تبتلى، لكن ان تقدم امرأة التضحية بكل هذا الاخلاص الذي اعرف جيدا انه نادر ثم تقتل بنفس السلاح الذي عاشت وهي تخلص في حمايته .و بكل قسوة . اعتقد تجربة تشبه هذه لا تتكرر كثيرا و هي حالة نادرة و لو حدثت مع احد فانا أجزم بأنه لن يقف على قدميه بعدها ابدا . انا متأكدة .. الا اذا تدخلت يد الله الرحيمة العظيمة، ان الانسان الصالح و صاحب النية الصافية له كرامة عند الله . لا تظني ان معجزات الله انتهى زمنها . معجزات الله و كراماته مستمرة مع الصالحين . و هذا شيء أنا اختبرته بنفسي، و هؤلاء الصالحين قد لا يعرفهم البشر لكن يعرفهم الله وحده .
- لدي فضول لتحدثينا قليلا عن هذه التجربة الصعبة لو امكن .
- انا اخذت العبرة و تعلمت الدرس، و نسيت الأمر . انتهى الأمر لم أعد أحب الحديث فيه لكن كان ثمنه غاليا من سنين العمر و طاقة الشباب كلها .. الحمد لله لم يبق لدي أي ذرة طاقة لكن و فجأة ملأتني رحمة الله .و كانت هذه طاقتي العظيمة . و من رحمة الله بي انه اصابني بثقب في الذاكرة و في سن معين اصبحت مصابة بداء النسيان كنت متضايقة جدا من هذا الأمر، لكن مؤخرا أدركت الحكمة الالهية من هذا الثقب . فالضغوطات التي كانت تقع علي في ذلك الحين كانت كفيلة بان تذهب بعقلي او ان اصاب بداء اكبر . وهذا الثقب في الذاكرة اوجده الله للتخفيف من ثقل الضغط الواقع على عقلي فالحمد لله .
- يعني تفضلي نسيان الحكاية و انت سعيدة بهذا النسيان ؟
- نعم و اعترف ان ذاكرتي تتحسن بشكل ملحوظ مؤخرا.
- بدأتي تستقري نفسيا و ترتاحي.
- نعم و الكثير من الاشياء التي كانت تحدث لي نسيتها تماما . و اذا تذكرتها استغرب كيف كانت تحدث لي .
- مثل ماذا ؟
تضحك الكاتبة و تقول :
- فضولية انتِ
تضحك المذيعة و تقول الكاتبة :
- اتذكر اني كنت اعاني من تشنج متكرر في ذراعي الأيسر و كنت اعجز عن التحكم به . و بعض الاشياء الاخرى كثقل في لساني . كل هذه الاعراض اختفت فجأة و كأنها كانت حلم . بمجرد ان ابتعدت كلما تذكرت هذا استغرب كيف كان هذا يحدث معي .
- ما تقولينه مقدمة لامراض خطيرة .
- نعم كان يمكن ان تتطور لولا رحمة الله كل هذا اختفى فجأة بمجرد ان غادرت هذا الطريق .و لازلت مستغربة حتى الان ماذا كان يحدث لي . كلما تذكرت الامر اتعجب و أقول الحمد لله . الله أراد انقاذي فحسب .
- لا تستهيني بالحزن ، الحزن كفيل بقتل الانسان و الاكتئاب لفترة طويلة. و السؤال هو هل شكلت هذه المرحلة لحظة فارقة في حياة ايمان الناطور ؟ بمعنى هل ايمان التي قبل هذه التحربة هي نفسها ايمان التي اصبحت بعد هذه التجربة ؟
- نعم . بعد تجربة بهذا العمق هل تعتقدي ان الانسان يخرج منها كما دخل اليها؟
- لا طبعا
- اي انسان سيخرج من تجربة كهذه بأحدى نتيجتين : الاولى هي أن ينتهي حتى الموت . او ان يصبح شخص اخر.
الامر كان اشبه باعصار قوي و مفاجئ و غير متوقع يضرب جذورك من الأعماق فيتركك حطاماً .
- لذا قررتِ ان تكوني شخصا اخر
- لا انا لم اقرر ان اصبح شخص اخر . انا فقط سقطت بين يدي رحمة الله . تحدثت معه ليال طويلة و بكيت بين يديه و سلمت قلبي و كل كياني و كل أمري اليه فأخذ هذا الثقل مني و منحني الراحة، الله بقدرته افرغ قلبي من اي تعلق عاطفي و ملأه به هو . لقد ملأني و سندني و أوقفني على قدمي من جديد . أخرجني الى النور و علمني و نجحني ثم علمني و نجحني اكثر . تغيرت رغما عني . انا لم أقرر ان اتغير .انت تتغير عندما تتغير قناعاتك و يتطور وعيك بسرعة قياسية و في زمن قياسي بطريقة ليست مألوفة، لهذا نتغير، فالوعي الذي يكتسبه انسان في عشرين عام وجدتني اتلقاه مكثفا خلال ثلاث سنين فقط. انظري. انه الله . و كل هذا كرامة من الله لن يمكنني انكارها و ليس حذاقة مني انا. نعم تغيرت سددت الفجوة بيني و بين ايمان القديمة بوقت قياسي . ايمان القديمة كانت تملك وعي قليل و ذكاء شديد، كان وعيي قليل بما يدور حولي بحقوقي بواجباتي بحقيقة سير هذا العالم و لدي الكثير من علامات الاستفهام التي كادت تذهب بعقلي، أما اليوم املك وعي أكبر مما تملكه امرأة عادية و ذكاء أشد مما كنت عليه. و كل هذا بفضل الله .كانت هناك فجوة في الوعي بسبب العزلة و البعد عن المجتمع .
- ايضا انت اصبحتِ مثال جميل للنساء الأخريات . كل الاحترام لك بصراحة لا اصدق ان ايمان الناطور التي نعرفها و يعرفها الجميع خاضت كل هذه الرحلة من العذاب و المثابرة حتى اصبحت تسبق الاخرين بمسافات و مسافات و اصبحت هذا المثال الجميل للمرأة المسلمة المثقفة الناجحة التي تتمنى أن تكونها كل امرأة .
- اشكرك
- بصراحة ومع اننا لم نسمع تفاصيل القصة التي قررتِ نسيانها الا اننا تاثرنا بك و بشخصيتك .هذه القوة و الثقة بالنفس، هذه اللباقة، هذه الشفافية فعلا شيء مدهش يعني نحن ننظر الى ايمان الناطور من بعيد و نقول هذه الرائعة المبدعة اكيد تعيش ظروف مريحة لتبدع و تظهر بهذا الألق و و ...
تقاطعها الكاتبة :
- نعم لا احد يعلم انك مت الف مرة قبل ان تصبح بهذه القوة التي انت عليها الان . و انك للحظة ما انطفأت تماما . و كان يمكن الا تكون هنا الان .
تتابع المذيعة :
- نعم كل المجتمع المثقف و جمهور قرائك يظنون عكس ذلك حتى من جمهور الرجال ينظرون الى الروائية العربية المتألقة ايمان الناطور على أنها نجمة بعيدة يعني لا يحق لرجل حتى ان يحلم بها لان دي شخصية كبيرة و بعيدة حتى في احلامك . يعني انا سمعت احدهم يقول لاحد الادباء: دي تفكر بيك ؟ دي مايعجبهاش اي حد. بمعني محدش يطول يكلمها او مش اي حد يملا عينها
تضحك الكاتبة :
- نعم سمعت هذا ..
ترد المذيعة :
- نعم و هو استاذ كبير يعني الناس بتشوف الهيبة الي فيها ايمان. و انها شخصية كبيرة و مكانة كبيرة و بنت عيلة كبيرة و مش اي حد يملا عينها و مش اي حد يجرؤ يكلمها وووو . الناس بتشوف صورة ايمان . بتشوف بس بسطحية ما بتشوفش عمق الجرح الي صنع ايمان .محدش بيشوف ايمان العصامية الي صنعت نفسها و اسمها من لا شيء.
تقاطعها الكاتبة ضاحكة :
- الحمد لله أكرر أنه رضا الله و رضا الوالدين .. و على فكرة انا من عيلة بسيطة جدا بس انا بفتخر بها جدا .. و تعقيبا على كلامك . انا مش من الناس الي بتحب تصدر مشاكلها على العام. انا مؤمنة ان الناس ليس بالضرورة ان يعرفوا عن حياتنا كل شيء . ياخدوا ابتسامة حلوة ياخدوا العبرة بطريقة جميلة بكلمة صغيرة بنصيحة عابرة . المهم في النهاية هو ما انت حققته فعلا على ارض الواقع . يعني في ناس لو شافت منام بتكتب على الفيسبوك انا حلمت كذا و كذا . لو سخنت بتكتب انا سخنت . لو زعلت بتكتب .... ف انا لدي مبدأ اننا لا يجب ان نعرض تفاصيل حياتنا على العام . من الجميل تصدير الأشياء الجميلة و التي تفيد الناس و تبعث الأمل في نفوسهم، نحن لا نكتب لنحبط الناس ، في العالم من الحزن ما يكفي فكن أنت الفرح .
- الروائية ايمان الناطور .. اختلاطك بالمجتمع غيرك ؟
- اكيد . نسبة الوعي عندي قفزت قفزة قياسية .. مجموع تجارب الناس أيضا تشكل وعيك و ليس فقط تجربتك الخاصة.
- هل تعتقدي أن انخراط المرأة في المجتمع يزيد وعيها بمعنى ان اختلاط المرأة ضروري لها ؟
تضحك الكاتبة :
- لحظة ما تغلطيني . انخراط المرأة في العمل ضمن المؤسسات المجتمعية التابعة للمرأة و انخراطها ضمن عمل معين يختلف عن مفهوم الاختلاط . هناك لبس ما هو السؤال بالضبط ؟
- هل تؤمني بمفهوم الاختلاط للمرأة في المجتمع؟
- انا أؤمن فقط بما شرعه الله.
و بالتالي و لا اريد ان اكون متعصبة في رأيي. و لكن في رأيي إن لم يكن اختلاطك ضروري فلا تختلطي .. ان لم يكن خروجك الى المجتمع ضروريا فلا تخرجي . اخرجي فقط عندما يجب ان تخرجي. انت لديك اهل و لديك بيت محترم يسترك تعيشين فيه ملكة تعيشين فيه بكرامة و لديك حياة كريمة و لديك عائلة محترمة تحيط بك فلماذا تخرجي ؟ طبعا استثني من حديثي الخروج لاجل التعليم و العمل و الدراسة و ممارسة الرياضة و غيرها من مناحي الحياة الضرورية للصحة النفسية و العقلية للانسان. المرأة انسان يا سيدتي و ان الله العظيم لا يغلق رحمته في وجه احد . لكن اكرر ان الاختلاط ان لم يكن له ضرورة فلا داعي منه .
الاسلام جعل المراة ملكة بيتها و الغرب فسروا المكانة التي منحها الاسلام للمرأة بأنها ظالمة، و هم متعمدين هذا التفسير ليظهروا الاسلام بمظهر سيء، في الحقيقة ان الاسلام اعطاها مكانة تتمناها النساء الغربيات. لكن الغرب تعمدوا إساءة التفسير و تعمدوا الاساءة للدين الاسلامي .
- انت كايمان الناطور لو كنت ستختارين لنفسك فماذا تختارين ؟
- انا اخترت و انتهى الامر. كوني اسلك هذا الطريق و بهذه الصورة الاسلامية و اتمسك بحجابي و اتحفظ و أحتشم في معاملاتي فانا عمليا اخترت و انا اطبق اختياري .
بل و ادعو في كل كتاباتي للعودة الى حقوق المرأة على طريقة الاسلام و فهمها بشكل صحيح و معرفة العبرة من: (لماذا فرض الله هذه الأمور على المرأة؟ ) طبعا لأنه يكرمها بهذه الطريقة لو فهمنا الأمر بقلب سليم و يريد ان يصل الى الحقيقة فعلا .
- هل تؤمنين بقوامة الرجل ؟
- هذا شيء أكيد مالم يكن هناك مانع. أنا اؤمن ان الرجل يقود، هذه مهمته هو و ليست مهمة المرأة .
تبتسم المذيعة و تقول :
- هل تقبلين انت كايمان بزوج يقود الرحلة متفردا بالقيادة ؟
- اقبل برجل يقود، لكن هناك فرق بين القيادة و التفرد بالقيادة ، القادة يستشيرون و يأخذون بالرأي و يتمتعون بصفة المشاركة ، القائد ليس صفة عادية، هناك فرق بين المدير و القائد، القائد قريب من قلوب من هم حوله يستشيرهم و يأخذ برأيهم و يتحسسهم القائد ليس شخص عادي ، أما التفرد بالقيادة فهذا نطلق عليه بين قوسين(التسلط) اذا كنا نتحدث عن القيادة فنعم انا اقبل بأن يكون هو القائد و هذا هو الوضع الطبيعي و ما سيشعرك بقيمتك بأنكِ امرأة و محفوظة و مقدسة تجلسين على عرشك و لا تلوثين نفسك بمشكلات يكفي الرجل ليحلها . القيادة ليست وظيفة المرأة إلا في حالات استثنائية تجبر المرأة على هذه الوظيفة .
- ما هي وظيفة المرأة ؟
- صناعة هذا القائد و دعمه. اذا كانت القيادة ليست وظيفة المرأة فوظيفتها اكبر من هذا بكثير . وظيفتها هي صناعة هذا القائد ، و هنا استذكر مقولة من احدى قصصي عندما كتبت :" ان كنت جبلا شامخا فأنا الأرض التي يقف عليها هذا الجبل، فكيف تصبح جبلا بلا أرض، و هل يوجد جبل في الهواء ؟" خلقت الارض قبل الجبل و هي أساس لوجوده لا جبل بلا أرض ، و المرأة هي الأرض و هي السند و الركيزة العظيمة و القوة و الا فلا جبال بلا أرض يا سيدتي.
تبتسم المذيعة و تسأل :
- انت لا تؤيدي الاختلاط على الرغم من انك تختلطي و تخرجي و تسافري وحدك .
تجيب الكاتبة بثقة :
- طبعا اقول هذا و أنا مؤمنة بكل حرف نطقته و هذا ينطبق على كل امرأة و ينطبق علي أنا قبل الجميع .
تضحك المذيغة :
- انت ثابتة جدا و هذا غالبا يصيب الطرف الاخر بالارتباك و يمنحهم احتراما مضاعفا لك و لاخلاقك الثابتة .
كل الاحترام للمرأة المسلمة التي أثبتت وجودها في وجه العالم كله .
- شكرا لكِ نادية .
- بمناسبة الحديث عن الاختلاط ما رأيك في معاهدة سيداو ؟
تصمت الكاتبة قليلا ثم تقول :
- اعتقد ان الاسم الأفضل لها هو مهزلة سيداو و بصراحة أستنكر تماما قبول المرأة المسلمة بهذه المهزلة اتساءل هل تشعر المرأة بانها قليلة القيمة و رخيصة لتقبل بهذه المهزلة ؟
- لكنها تعطي المرأة صلاحيات كانت غائبة عنها كأن ...
تقاطعها الكاتبة :
- أستنكر حديثك .. لا يوجد على وجه الارض صلاحيات افضل من الصلاحيات التي منحها الدين الاسلامي للمرأة المسلمة، صحيح أن بعض الازواج أرادوا أن يفهموا تعاليم الدين على مزاجهم فحولوا نسائهم إلى سبايا و خادمات في بيوتهم و اهانوا كرامة المراة وهؤلاء الرجال هم السبب باتباع الكثير من النساء لهذه الاتفاقية المهينة . و هم السبب في تشويه صورة الدين الاسلامي فالدين الاسلامي لم يقل ان الزوج يجب ان يقمع زوجته و يحبسها و يهينها و يعنفها جسديا و معنويا و يهجرها و يخونها و يقلل من شأنها. الدين لم يقل ذلك . الدين منح المرأة مكانة لم يستطع أولئك الرجال فهمها. و ادعو الجميع في كل مقام للعودة الى تعاليم الدين الأساسية ليقف اولئك الرجال عند حدودهم . و اقول دائما و لازلت اقول اعطوا المرأة حقوقها على طريقة الدين الاسلامي . و ليس على حسب أهواءكم، و ليس على طريقة الاتفاقيات و المعاهدات المتلاعبة و لا التقاليد الظالمة. هناك شريعة ربانية يجب أن تتبع قبل كل شيء .و ما عدا ذلك أعتبره مهزلة بمعنى الكلمة . لقد عرف الغرب قيمة المرأة الحقيقية و كيف أنها على أكتافها يقوم المجتمع فأرادوا ضرب المجتمع الاسلامي في عقر داره عن طريق إفساد المرأة . و سيداو هي مدخل لهذا الفساد و بمناسبة سيداو لدي سؤال : هل لديك ابنة تحت العشرين ؟
- نعم لدي منار ١٧ و منة و اية
- حفظهن الله و بارك لك فيهن ليصبحن ما تتمنين لهن يا رب .هل تقبلي لمنار بتطبيق اتفاقية سيداو ؟
تصمت المذيعة مبتسمة و تفكر قليلا مرتبكة ، تقترب الكاتبة بوجهها من المذيعة و تكرر سؤالها و هي مبتسمة :
- يا سيدتي انا سألت هل تقبلي بهذا لابنتك ؟
تتردد المذيعة ثم تقول بثقة :
- أكيد لا...
- أنا تلقيت جوابي فعلا من نظرتك المندهشة .. كل الاحترام لكِ طبعا لا أقول في هذا السياق الا كل الاحترام و انا مثلك يا سيدتي .. لا يمكن أن تنطلي علينا نحن النساء الواعيات و المسلمات مثل هذه الألاعيب التي تستخف بعقولنا كمهزلة سيداو و غيرها من المحاولات، اقول دائما و اكرر يا رضا الله و رضا الوالدين .
تسأل المذيعة :
- انت تقولين ان الهدف من المعاهدة هو عكس الظاهر منها ؟
- نعم هذا القانون و هذه المعاهدة هو انتهاك لكرامة المرأة و انا طالبت سابقا في كافة المحافل بالعودة الى أحكام الدين الاسلامي و الشريعة الاسلامية لاعادة حقوق المرأة . و قلت في عدة مؤتمرات أن الحقوق التي يصورها الغرب للمرأة هي مجرد أكذوبة للمتاجرة بكرامة المرأة و التقليل من قيمتها حقدا على المجتمع الاسلامي و رغبة في تقويضه . و الدليل على ذلك أنني عبر قراءة العديد من المقالات المترجمة لمؤسسات المرأة في الغرب وجدت عدة أصوات تطالب بمنح المرأة حقوقها على طريقة الدين الاسلامي و هن يتمنين أن يأخذن حقوقهن بما يتساوى مع المرأة المسلمة . انا فخورة جدا بديني .و يجب على كل مسلمة أن تكون فخورة وترفع الرأس فخرا بهذا الدين .. و في هذا المقام أذكر اني قرأت أحد المقالات للكاتب العظيم مصطفى محمود و الذي تحدث فيه عن الطرق التي استخدمها الغرب لخداع المرأة حيث كتب فيه بالتفصيل كيف
صمّموا لها الفساتين ووسّعوا لها الفتحات على الصدر والظهر وحينما ضيقوا لها البنطلونات و البلوزات .. لقد استدرجوا المرأة من غرورها حينما قالوا لها .. ما أجمل صدرك .. ما أجمل كتفيك .. ما أروع ساقك .. ما أكثر جاذبيتك حينما يكون كل هذا عارياً .. ووقعت المرأة في الفخ .. وخلعت ثوب حيائها .. وعرضت جسمها سلعة تنهشها العيون .
قالوا لها و أوصلوا لها بطريقة أو بأخرى أن البيت سجن .. وإرضاع الأطفال تخلف .. وطهي الطعام بدائية ..
مكانك إلى جوار زوجك في المصنع وفي الأتوبيس و في الشارع . لقد خدعوها بألاعيب شيطانية مارسوها على غرورها يا سيدتي . و عندما تكون المرأة فارغة من الداخل و غير متمسكة بدين و لا بمبدأ و غير واعية فهي تستدرج بسهولة . و هذا ما حدث فقد خرجت المرأة من البيت لتباشر ما تصلح له و ما لا تصلح له ..من أعمال و ألقت بأطفالها للشغالة .. وقالوا لها جسمك ملكك أنت حرة فيه بلا حسيب ولا رقيب وليس لك إلا حياة واحدة وكل يوم يمضي من أيامك لن يعود .. عيشي حياتك بالطول وبالعرض .. أنفقي شبابك قبل أن ينفد .. واستثمري أنوثتك قبل أن تشيخ ولا تعود لها سوق .. بهذه الطريقة خدعوا المرأة و قد استخدموا كل الطرق .
وساهم الفن بدوره ليروج هذا المفهوم .. ساهمت السينما والمسرح والإذاعة والأغنية والرقصة والقصيدة .. ودخلت الغواية إلى البيوت من كل باب وتسربت إلى العقول وأصبحت المُثل العليا في المجتمع هى أمثال مارلين مونرو .. وكلوديا كردينالي ولولو بريجيدا ..
وأصبحت البطلات صاحبات المجد عندنا هن نجمات الأفلام الاباحية.
وأصبحت القدوة هي زوجة هربت من بيت الزوجية !
ترد المذيعة :
- استطاعوا فعلا التأثير على كافة مجتمعاتنا .
ترد الكاتبة بحرقة واضحة :
- لقد ظنت المرأة بنفسها الشطارة والفهلوة فظنت أنها تقدمت على أمها وجدتها حينما اختارت لنفسها هذه المسالك .. والحقيقة أنها استدرجت من حيث لا تدري .. وكانت ضحية الإيحاء والإستهواء وبريق الألفاظ وخداع الفن والإعلام الذي تصنعه حضارة مادية وثنية لا تؤمن إلا باللحظة ولا تعترف إلا بلذائذ الحس .. الصنم المعبود لكل إنسان فيها هو نفسه وهواه . والمحراب هو فاترينة البضائع الإستهلاكية .. والهدف الذي من أجله يلهث هو إشباع الحاجات العاجلة .
ترد المذيعة :
- هذا صحيح فعلا .
تكمل الكاتبة :
- في رأيك كيف كانت نظرة الإسلام للمرأة ؟ .. الإسلام المتهم بالرجعية والتخلف و البداوة .. الإسلام الذي قالوا عنه إنه أفيون الشعوب لم ينظر للمرأة على أنها دمية أو لعبة أو متاع ، بل نظر إليها على أنها أم ورأى فيها شريكة عمر لا شريكة ليلة .
وقال عنها القرآن الكريم إنها السكن و المودة و الرحمة وقرة العين .. واختار لها البيت والحجاب و الرجل الواحد تعظيمًا لها وحفاظًا على قدسيتها ..
و قد كانت خديجة لمحمد عليه الصلاة والسلام .. أكثر من مجرد شريكة لقمة ، فقد شاركته الدعوة والرسالة .
واحتضنت هموم النبوة .. وكانت الناصح والصديق والأم الرءوم والسند المعين ..
واشتغلت المرأة بالتمريض ، وصاحبت النساء أزواجهن في الغزوات .. وجلست المرأة للفقه .. وجلست لتلقي العلم .. و أنشدت الخنساء الشعر بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام .. وكان يستزيدها قائلًا .. هيه يا خناس ..
ولم يبح الإسلام التعدد إلا للضرورة وبشرط العدل ..
وما أباح التعدد إلا إيثارًا لأن تكون المرأة زوجة ثانية بدلًا من أن تكون عشيقة ! وهذا أكرم لها .. ثم عل القاعدة العامة في الزواج هي الزوجة الواحدة لأن العدل بين النساء أمر لا يستطيعه الرجال ..
وقد عهد الإسلام إلى الرجل بأن يبني ويُعمّر ويفتح الأمصار ويتاجر ، ولكنه عهد إلى المرأة بما هو أشرف من كل هذا .. بحضانة الإنسان و تربيته .
إن الرجل له أن يصنع أي شيء و لكن المرأة وحدها هي التي سوف تصنع الرجال .. وهذا غاية التكريم وغاية الثقة .. هل هذا هو التخلف ؟! .. أم أن التخلف الحقيقي هو أن تسير المرأة نصف عارية حلمها إثارة رجل وغايتها متاع ليلة ، ومثلها الأعلى إمرأة هلوك يقتتل حولها السكارى !
كم خدعوا نسائنا .. وكم استدرجوهن إلى حتفهن .. وخلعوهن من عرشهن وانتزعوكهن من خدرهن .. وباعوهن في أسواق النخاسة رقيقاً تثمن بقدر ما فيها من لحم ..
تقول المذيعة :
- كلام جميل جدا و الاكثر جمالا اننا نسمعه من شخصية محبوبة جدا نحبها جميعا و نهتم برأيها و نقول هنا للكاتبة العظيمة ايمان الناطور : انتِ سافرت و كنت في عدة محافل مثال للمرأة المسلمة المثقفة المحتشمة المتدينة المتمسكة بحجابها و أخلاقها . لم تتغيري بل حافظت على شخصيتك الخاصة التي عرفناها طول الوقت و لقد كتبت عن هذا الأمر العديد من الصحف أي عن شخصيتك الملتزمة. السؤال : هل شعرت بنفور من المجتمعات التي اختلطت بها او بنظرة عدم قبول أو بأن حجابك و احتشامك يعيق نجاحك ؟
تجيب الكاتبة بابتسامة واثقة و نظرة جريئة :
- أنت تجبر الاخر على احترامك ..أخلاقك تجبره .. مهما كان نوع المجتمع قلت دائما و لازلت أقول : (كن أنت و ليتقبلك من يتقبلك) .. كن أنت بأخلاقك الطيبة بشخصيتك بجمال روحك و ستجد رضيت ام أبيت الكثير ممن يحبونك و يغزلون خيوط الود من أجل التقرب منك . و ستجد من يحاول تقليدك و يتعلم منك. و ستجد أيضا من يحسدك ، من يكره نجاحك و حتى من يكره ان يرى ابتسامتك. و يكره ان يرى حب الناس لك. عندما تكون في رحلة تحدي مع نفسك و تبدأ بالنجاح سيظهر لك أعداء كثر لم تكن تعرفهم كما سيظهر لك أصدقاء كثر يراقبونك في كل شيء ليتعلموا منك، ليقلدوك . ليقلدوا اسلوبك كلامك شخصيتك احتشامك . يقلد لغة الجسد التي تستخدمها لكل مناسبة و التي تضع بها حدودك مع الآخر .
المذيعة تسأل :
- هل تعتقدين انك استطعت ان تثبتي ان المراة المحافظة أيضا يمكنها ان تنجح و انها ليست أقل من المرأة المتحررة أو المنفتحة على طريقة المجتمع الغربي ؟ هل استطعت فعلا ان تثبتي هذا ؟
تبتسم مرة اخرى و تقول بثقة :
- ما رأيك انت ؟
تضحك المذيعة و تقول :
- انا احدى المعجبات بشخصيتك و شهادتي بك مجروحة .
ترد الكاتبة بنفس الابتسامة :
- هذا شرف لي و يسعدني. و سأجيبك عن سؤالك : نعم أنا يا سيدتي الفاضلة استطعت أن أثبت ان الحجاب لا يعيق نجاح المرأة بل يزيدها جمالا .. و تسعدني تلك المحاولات التي وصلتني لنساء معجبات يحاولن السير على خطوات إيمان الناطور . أنا لم تعجبني كلمة: (البعض يحاولن تقليدكِ) هذا العنوان الذي ارسلوه لي مع بعض المحاولات لنساء فاضلات و رائعات و أقول لهن هذا يسعدني و يزيد شعوري بثقل الأمانة الملقاة على كاهلي . و على العكس من كلامك ارى نظرة الاحترام الشديد في عيون كل من اقابلهم اما اولئك الحاقدين فأنا اصلا لا أتذكرهم و لست متفرغة للتفكير بهم. انا وبالكاد اجد الوقت لتطوير نفسي كل يوم لاصبح أفضل من اليوم السابق. و لدي مبدأ ان كان نجاحي سيتوقف على رضا هؤلاء الحاقدين الذين اصطدموا بشخصيتي المحافظة و بتمسكي بديني فانا لست مضطرة لهذا النجاح الذي يجمعني بهم و الذي يسلبني كرامتي و اخلاقي و احتشامي لدي الكثير من المجالات الاخرى التي يمكنني ان ابدع فيها دون تنازل عن حشمتي و عن حجابي . و دائما ستجدين من يحترم فيكِ تلك الشخصية المحافظة و من يقدر قيمتك و حجمك الحقيقي . و لا تنسي قول رسولنا الكريم : الخير في و في امتي الى يوم القيامة. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
تقول المذيعة :
- بالمناسبة و قبل نهاية البرنامج اردت التتويه انك تستعدين حاليا لاطلاق مجموعتك الققصية بعنوان (على صهوة الشمس) بتاريخ ١٧/ ٤ و هو يوم الأسير العالمي و قد خصصتِ هذه المجموعة لدعم الأسرى الفلسطينيين. و أن العديد من الأساتذة و الأدباء الكبار هم حاليا في طور عمل قراءات على هذه المجموعة و قد تترشح لجوائز عديدة هنا في مصر .
- هذا صحيح و ما توفيقي الا بالله طبعا .
- سعداء جدا بوجودك معنا هذا اليوم الجميل ضمن برنامج (حوار صريح) . هل من رسالة أخيرة تودين توجيهها من هذا المكان و في هذا التوقيت الذي بدأت تنكشف فيه الخطة الغربية لتقويض المجتمع الاسلامي عن طريق المرأة ؟
- نعم من هنا و في هذه اللحظة أوجه رسالتي لكل امرأة أو هو سؤال يجب أن تواجه به المرأة العربية نفسها ..
أقول لها : أنت نصف الأمة .. ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر .. فأنت أُمّة بأسرها .. ولا يستطيع الرجل أن يقود التطور وحده .. تُرى هل آن الأوان أن تعيدي النظر .. ؟ تُرى هل آن الأوان لتعرفي قدرك و حقك الذي منحه لك الاسلام وتعرفي دورك ؟! الجواب لكِ أنتِ ..
تنهي المذيعة نادية الشاذلي حوارها الصريح مع الكاتبة بقولها :
- تشرفنا بحضورك في هذا الحوار على الهواء مباشرة .. فعلا استمتعنا بهذه الحلقة و مع وجود كاتبتنا الروائية المحبوبة التي تشرق قلوبنا عند سماع هذا الاسم الكاتبة الروائية ايمان الناطور و مع برنامج (حوار صريح) .
تعليقات: 0
إرسال تعليق